• en English
  • de Deutsch
  • ar العربية
الجمعة, يوليو 18, 2025
  • من نحن
  • فريق المنظمة
  • سياسة الخصوصية
  • التواصل
No Result
View All Result

Dimasheq

Dimasheq Organization for Studies, Culture and Development
A non-profit cultural organization
registered in the German Register of Associations
under registration: VR 2276
Tax number 309/5851/2117

  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مشاريع
  • مكتبة دمشق
Donate
  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مشاريع
  • مكتبة دمشق
No Result
View All Result
Donate
  • العربية
عزمي بشارة: في سورية مسألة الصراع مع إسرائيل لا ترتبط بحزب البعث

عزمي بشارة: في سورية مسألة الصراع مع إسرائيل لا ترتبط بحزب البعث

عزمي بشارة: في سورية مسألة الصراع مع إسرائيل لا ترتبط بحزب البعث

يوليو 15, 2025
in أخبار, سلايد
دمشقbyدمشق
مشاركة على فيسبوكمشاركة على تويترمشاركة على لينكد انمشاركة على الواتس ابمشاركة على التيليجرامامسح كود QR

دمشق – أكد المفكر العربي عزمي بشارة، المدير العام لـ”المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات”، أن القضية الرئيسية في المفاوضات في شأن غزة، هي مسألة الانسحاب الإسرائيليّ من القطاع، مشدّداً على أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، بات يدرك أن إسرائيل ذاهبة لانتخابات مبكّرة، ويريد خوضها بشعبيّة مرتفعة.
وتحدّث بشارة، في لقاء خاصّ أُجري معه عبر شاشة “التلفزيون العربيّ”، في وقت متأخر من مساء اليوم الإثنين، عن مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، وما بعد الهُدنة المُحتملة التي قد يتم التوصّل إليها بين إسرائيل وحركة “حماس”. كما تطرّق د. بشارة، إلى التطبيع في زمن الإبادة في ظلّ استمرار المجازر الإسرائيلية في قطاع غزة، وتوقّف عند السؤال حول، “ما الذي تغيّر بعد العدوان الإسرائيليّ على إيران؟”.
ولفت بشارة إلى أن وقف إطلاق النار، لا يعني بالضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، و”لبنان مثال على ذلك”. وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي، بدأ يدرك أنه “لا يمكن تحقيق المزيد”، من خلال استمرار الحرب على غزة.

ماذا عن التطبيع؟
واستغرب بشارة الحديث عن التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل في زمن الإبادة، واصفاً ذلك بأنّه “مكافأة للمجرم وطعن في الظهر للشعب الفلسطيني”، موضحاً أن هذا التطبيع الذي يُروّج له “لا مقابل له، ولا يضمن استعادة الأراضي المحتلة”.
ورفض بشارة الربط بين التطبيع والتقدّم الاقتصادي والاجتماعي في أي دولة، لافتاً إلى أن الإصرار على الحقوق الوطنية لا يعيق ذلك، كما أنّ كل المساعدات الدولية لا تسمح به إذا لم تُحلّ المشاكل الأساسية في المنطقة، وعلى رأسها الطائفية.
من مفاوضات وقف إطلاق النار، انطلق د. عزمي بشارة في حديثه إلى “التلفزيون العربي”، حيث لفت إلى أن العوائق الرئيسية أمام إعلان الاتفاق تكمن في تعنّت الإسرائيليين بشأن مسألة الانسحابات، مشيراً إلى أنهم اصطنعوا غلافاً داخل غزة يمتدّ عدة كيلومترات، حتى لو تنازلوا عن أجزاء منه.
وفيما رأى أن ما تسميه إسرائيل “مدينة إنسانية” في رفح هو في الحقيقة معسكر اعتقال، أشار إلى أن نتنياهو يريد استمرار الحصار على قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، ومنع إعادة الإعمار، وذلك في إطار مشروعه التهجيري، حتى لا يتحمّل الناس العيش في القطاع.
لكن بشارة لم يستبعد حصول تحوّل في الموقف الإسرائيلي من مسألة الانسحابات، إذا أعاقت التوصل إلى اتفاق، باعتبار أن الأجواء الدولية والإقليمية، وحتى الإسرائيلية الداخلية، تميل إلى حصول اتفاق، خصوصاً أنّ المقاومة قدّمت أقصى ما يمكن تقديمه من تنازلات.
وإذ شدّد على أنّ الكرة في ملعب الإسرائيليين، أعرب عن اعتقاده بأنّ نتنياهو يدرك أن إسرائيل متّجهة نحو انتخابات مبكرة، لأنّهم لن يتّفقوا على قانون تجنيد الحريديم ولا على الميزانية، وهو يريد أن يخوض هذه الانتخابات بشعبية مرتفعة، وهو الآن في أعلى نسب شعبيته بعد الحرب مع إيران.

ما بعد الهدنة
وأكد بشارة أنّ أحد الأهداف الأساسية للحرب الإسرائيلية على غزة هو تغيير الوضع الاستراتيجي في القطاع، بما يضمن عدم تكرار ظهور قوة مسلحة معادية لإسرائيل على حدوده، وهو هدف يسري على لبنان كما يسري على غزة.
لكنّه لفت إلى أن المفاوضات حول غزة ما بعد الحرب تُركت لفترة الستين يومًا التي ستلي الاتفاق على وقف إطلاق النار، تحت عنوان “الترتيبات الأمنية”، وهو عنوان وصفه بشارة بالغريب، لأنه يوحي بأنّ المهمّ هو “أمن إسرائيل” فقط، وكأنّ لا وجود لشعب في غزة.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ الخطة الإسرائيلية تقوم على تقليص عدد السكان في القطاع إلى الحدّ الأدنى، إن لم يحصل ترانسفير كامل، وألّا تتولى حركة حماس إدارة غزة بعد هذه الحرب، مشيرًا إلى أنّ الحركة أعلنت أساسًا قبولها بحكومة تكنوقراط.
لكن بشارة رأى أنّ إسرائيل تذهب أبعد من ذلك، فهي تريد تجريد المقاومة من سلاحها، كما تحاول أن تفعل مع “حزب الله” في لبنان، لكنه استبعد إمكانية تحقيق مثل هذا الهدف، علمًا أنّ هذا الموضوع لم يُطرح بعد على طاولة المفاوضات.
وأوضح أنّ حركات المقاومة في غزة ليست قوى ودودة مع إسرائيل، أو لها علاقات تطبيع معها حتى تقبل بذلك، لكنّه أشار إلى إمكانية حصول تعهّدات بعدم استخدام هذا السلاح مثلًا، في حال الاتفاق على هدنة طويلة الأمد، بشرط تحقيق إعادة الإعمار.

حرية الحركة
وحذّر بشارة من أن أي وقف لإطلاق النار لا يعني بالضرورة أن إسرائيل ستوقف ضرباتها أو هجماتها، لافتًا إلى أنّ السيناريو الذي تطبّقه في لبنان قد يسري على غزة أيضًا.
وأعرب عن اعتقاده بأنّ هذا الأمر يشكّل نمطاً عسكرياً جديداً تتبعه إسرائيل، بحيث تحتفظ لنفسها بحقّ الضرب متى ترى ذلك مناسبًا، حتى في حالة وقف إطلاق النار، كما يجري في لبنان، حيث يقولون إنّ ما يقومون به هو تطبيق للاتفاق وليس خرقًا له.
من هنا، رجّح بأن تحتفظ إسرائيل لنفسها بحرية العمل العسكري داخل غزة أيضًا، وإن أشار إلى أنّ هذا السيناريو يبقى أفضل نسبيًا من استمرار الحرب بالنسبة للسكان.
وإذ شدّد بشارة على أنّه لا توجد ضمانات حقيقية لوقف الحرب، إذ إنّ إسرائيل يمكن أن توقف المفاوضات في أي وقت، لفت إلى أنّ الحرب بالمعنى التقليدي قد انتهت.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي بدأ يدرك أنّه لا يمكن تحقيق المزيد من استمرار الحرب على غزة، إذ إنّ إسرائيل، في الأيام الأخيرة، تقصف منازل فقط، ولم يعد لديها أهداف حقيقية.
غير أنه شدّد على أنّ المآرب لا تزال قائمة، والنوايا السيئة كذلك، بمعنى أنهم حتى لو ذهبوا إلى هدنة، فسيحتفظون بحقهم في الضرب.

تركيبة نادرة
وتحدّث بشارة عن معركة ينبغي أن تستمرّ على المستوى العالمي، فهناك تحديات كبرى تواجه الفلسطينيين، منها إمكانية استمرار الحصار على غزة، وكيف يمكن للعالم أن يتعامل مع ذلك.
وتوقّف عند بعض المفارقات اللافتة، منها أننا أمام رئيس دولة عظمى، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، “يصرّ على أن يكون الطرف الأقوى في المعادلة”، سواء على مستوى الرموز والسلوكيات (السيميائيات)، أو على مستوى المضمون، بإصراره على أن تكون له الكلمة الأخيرة.
ووصف ذلك بأنّه “تركيبة نادرة جدًا في التاريخ الحديث، وربما عبر التاريخ، من الجهل والنرجسية معًا”، لافتًا إلى أنّ زعماء العالم يحاولون أن “يتعلّموا” كيف يتعاملون مع هذه الظاهرة الغريبة، “لأنهم يريدون أن يكفوا الشر”، على حدّ تعبيره.
واعتبر بشارة أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “تعلّم بسرعة” كيف يتعامل مع ترمب، كما تحدّث عن “مهزلة” تمثّلت في ترشيح نتنياهو، وهو مجرم حرب مطلوب دوليًا، لنيل جائزة نوبل للسلام من قبل ترمب، في حين تُفرض عقوبات على فرانشيسكا ألبانيز، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، لأنها تتحدث عن مجازر الإبادة في غزة، كما تُفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية، في سابقة من نوعها، لأنها أصدرت مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير أمنه السابق يوآف غالانت.

ماذا بعد الهجوم على إيران؟
وتطرّق المدير العام للمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات إلى الهجوم الإسرائيلي على إيران، فلفت إلى أنّ الأمور الأساسية التي حققتها إسرائيل كانت قبل العدوان، وقد مكّنتها من خوض الحرب بالدرجة الأولى، في إشارة إلى الضربات ضدّ حلفاء إيران، أو ما توصف بأذرعها في المنطقة.
وأشار إلى أنّ الضربة الأهمّ على هذا الصعيد كانت ضدّ “حزب الله” في لبنان، الذي لم يعد يُصنّف قوة إقليمية قوية كما كان في السابق، وإن احتفظ بنوع من القوة داخل لبنان، كما لفت أيضًا إلى القصف الذي استهدف سوريا بعد انهيار النظام السابق، وإلى القضاء على القدرات العسكرية للدولة السورية، موضحًا أنّ إسرائيل تريد تحويل الوضع الذي أنشأته في سوريا إلى وضع دائم من خلال ترتيبات واتفاقات.
وفي حين لفت إلى أن إسرائيل تمكّنت من الهجوم على إيران بعد إنجاز هذا التغيير الاستراتيجي في المنطقة، ذكّر بأنّ ضربة إيران كانت أمنية شخصية لنتنياهو منذ أكثر من 20 عامًا، لكن ما كان يمنعه من تنفيذها هو وجود هذه القوة، لأنّ إيران بعيدة جغرافيًا، ولا تمتلك سلاح جو، إلا أنّ الردع الذي كانت تملكه إيران قد ضُرب عملياً.
ورأى بشارة أنّ إسرائيل وجّهت ضربة موجعة لإيران، وأظهرت أنها نجحت في اختراقها، وذلك من خلال عاملين أساسيين بالدرجة الأولى: أولهما ظهور التفوّق التكنولوجي الإسرائيلي الأميركي، وثانيهما الاختراق الإسرائيلي الهائل لإيران، ليس على المستوى التكنولوجي فحسب، بل على المستوى البشري أيضًا، وهو ما سبق أن رأيناه في لبنان، وإلى حد بعيد في سوريا، وكان موجودًا في العراق أيضاً.

تحديات أمام القيادة الإيرانية
وفي هذا السياق، تحدّث بشارة عن مشكلة في المجتمعات المشرقية في فهم الدولة، وفي وضع الخلافات تحت سقفها، وعدم إخضاع الدولة للصراعات السياسية، موضحًا أنّ هناك في المشرق العربي من يقبل بالتحالف مع عدو الدولة في إطار الصراع مع النظام السياسي الحاكم.
وقال: “من الواضح أنّ هناك قوى في هذه المجتمعات تعتبر الأمن الوطني مسألة جانبية، والأمثلة على ذلك كثيرة في سوريا ولبنان وغيرهما، ولذلك فهذه مجتمعات سهل اختراقها”. وأشار إلى أن إسرائيل، في المقابل، يصعب اختراقها، لأنّ هناك إجماعًا فيها على مسألة الأمن الوطني والدولة، بمعزل عن كل الخلافات السياسية.
من جهة ثانية، تحدّث بشارة عن تحديات كبرى تواجه الإيرانيين اليوم، في ما يتعلّق بمحاربة الاختراق الإسرائيلي، وكذلك التفوّق التكنولوجي، مشيرًا إلى أنّ عليهم أن يجيبوا على أسئلة مفصلية، من نوع: هل يمكنهم فعل ذلك ولو نسبيًا من دون رفع العقوبات؟ وهل يتحمّلون كلفة رفع العقوبات؟
وفيما أشار إلى أن احتمال التوجّه الكامل نحو الشرق يبقى خياراً مطروحاً، لفت إلى أنّ إيران ليست كوريا الشمالية، ولا سيما أن طبيعة النظام الإيراني الحالي تتضمّن هامشًا من الحريات والانتخابات، وبالتالي فإنّ إعادتها إلى نمط كوريا الشمالية أمر صعب.

من المنتصر؟
ومع أن بشارة استبعد الكلام حول إنهاء المشروع النووي الإيراني بنتيجة هذه الحرب، رفض الحديث عن “انتصار” حققته إيران، مشيرًا إلى أنّه يمكن القول إنّ إيران انتصرت إذا كان الهدف هو إسقاط النظام الإيراني الحالي، أو إنهاء البرنامج النووي، باعتبار أنّ هذه الأهداف لم تتحقّق.
أما إذا كان الهدف توجيه ضربة قاصمة للقوة العسكرية الإيرانية، ولتماسكها الداخلي، فلفت بشارة إلى أنّ إيران لا تستطيع الادّعاء بأنها انتصرت، بل على العكس من ذلك، فقد أظهرتها هذه الحرب قوةً معزولة، بلا حلفاء ولا حتى أصدقاء، وهو ما ينبغي عليها أن تعيد النظر فيه. وذكّر بأنّ إيران ساعدت روسيا في الحرب على أوكرانيا، متسائلًا: “أين كانت روسيا من هذه الحرب؟”، مضيفاً: “الأمور تحتاج إلى قرارات، والقرارات لها ثمن”.
وأعرب بشارة عن اعتقاده بأنّ الإنجاز الإسرائيلي الأساسي هو تمكّن نتنياهو من التبجّح بالحديث عن تغيير الوضع الاستراتيجي في الشرق الأوسط، وتسيّد إسرائيل له، وقال: “هذه رسالة موجّهة للمجتمع الإسرائيلي في الانتخابات، لكنها بالأساس موجّهة للإقليم والعالم، مفادها أن إسرائيل هي القوة الإقليمية، وهي شرطي المنطقة”.
وأوضح أنّ نتنياهو يقول للعرب إنّ الولايات المتحدة لم تَعُد شرطيّ الإقليم، طالما أنّ إسرائيل هي التي كانت تبادر، وتجرّها إلى المعركة. وتساءل: “هل تقبل الدول العربية، التي كانت مستعدة لأن تكون حليفةً للولايات المتحدة، بل حتى تابعة لها، أن تكون تابعة لإسرائيل بهذا المعنى؟”.
وأضاف: “هل تقبلون بأن يكون هؤلاء الدخلاء على المنطقة هم من يتحكّمون بمقدّراتها وبقراركم السياسي؟”، قبل أن يستدرك: “آمل أن يُنتج ذلك ردّ فعل معاكسًا، حتى عند حلفاء الولايات المتحدة، مفاده أن إيران لم تعد تهديدًا الآن، ولا حاجة لحمايتنا، ونريد أن نتفاهم”.
وإذ أكّد أن مصر كدولة لا تقبل بمثل هذا الطرح، تساءل عن موقف الدول الأخرى، لافتًا إلى أنّ مقاربة ترمب نحو العالم تقوم على تفضيل التعامل مع زعماء أقوياء، ومُنبّهًا إلى أنّ منطق القوة الإسرائيلي إذا لم يجد من يتصدّى له إقليميًا فسيلقى قبولًا دوليًا.

التطبيع.. وزمن الإبادة
استحوذ ملف التطبيع، الذي يجري الحديث عنه في زمن الإبادة، على شقّ أساسي من مقابلة الدكتور عزمي بشارة مع “التلفزيون العربي”، حيث اعتبر أن الحديث عن التطبيع في هذا التوقيت هو “مكافأة للمجرم وطعن في الظهر للشعب الفلسطيني”، مستغربًا أن تناقش أوروبا فض الشراكة التجارية مع إسرائيل، بينما يفكّر البعض في المنطقة العربية بمكافأة إسرائيل وتطبيع العلاقات معها.
يجري الترويج لأوهام بشأن التطبيع وممارسة إرهاب معنوي لرافضيه، وهناك في المشرق العربي من يقبل التحالف مع عدو للدولة في إطار الصراع مع النظام السياسي الحاكم
وشدّد على أنه ليس مطلوباً من الدول العربية أن تحرر فلسطين، ولا حتى أن تحارب إسرائيل، لكن من غير المقبول أن تُكافأ إسرائيل بهذه البساطة، مذكّرًا بأنّ “المبادرة العربية للسلام” تنص على التطبيع، لكنّه مشروط بالانسحاب من الأراضي المحتلة وبحلّ عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد بشارة أنّ التطبيع الذي يجري الحديث عنه لا مقابل له، ولا يضمن استعادة الأراضي المحتلة، متسائلًا عمّا إذا كان المندفعون نحو التطبيع من دون ربطه بالمبادرة العربية يدْعون ضمنًا إلى التنازل عن الأرض وعن حقوق الشعب الفلسطيني. وقال: “هم يريدون التطبيع مع المحتل ومع الاستعمار الاستيطاني، ويريدون السلام، من دون تحرير الأراضي”.

الاقتصاد والتطبيع
رفض بشارة الربط الذي يجريه البعض بين التطبيع أو السلام وبين النهوض الاقتصادي، مذكّرًا بأنّ مصر في عهد الرئيس أنور السادات طبّعت علاقاتها بحجة عدم القدرة على خوض الحرب، علمًا أنه فاوض حتى النهاية واسترجع سيناء، بخلاف ما يفعله الداعون إلى التطبيع اليوم، غير أن السلام لم يؤدِّ إلى تحقيق التقدم الاقتصادي الموعود.
ولفت إلى أن إسرائيل تحارب منذ عام 1973 على عدة جبهات، ومع ذلك لم يتعطّل اقتصادها. وتساءل: “لماذا كانت العسكرية في إسرائيل سببًا في نجاح الاقتصاد وتطوره؟ ولماذا توسعت الفجوة الاقتصادية بينها وبين مصر خلال هذه السنوات؟”
وإذ شدّد بشارة على أنه ليس من دعاة الحرب التي وصفها بـ”الكارثة”، بل من دعاة السلام العادل، أوضح أنّ القضية لا تتعلق بالسلام مع إسرائيل فحسب، مؤكّدًا أن الإصرار على الحقوق الوطنية لا يعيق التقدّم الاقتصادي والاجتماعي في أي دولة.
وقال: “إذا كانت لديك مؤسسات ناجحة ودولة قانون، ستأتيك الاستثمارات من كلّ حدب وصوب”، مشيرًا إلى أنّ القضية الأساسية تكمن في إثبات الذات كدولة متحضّرة تُدار بعقلانية. واعتبر أنّ هناك أوهامًا وأساطير يجري الترويج لها، تترافق مع “إرهاب معنوي” على وسائل التواصل الاجتماعي، يجب ألّا نتراجع أمامه أو نقبل به.

النخب والدفاع عن التطبيع
تحدّث بشارة عن حصول تغيّر على مستوى الأنظمة في العلاقة مع إسرائيل، يعود إلى ما قبل ما يسمى “الاتفاقيات الإبراهيمية”، لكنه برز خلالها كنتيجة للاستقطاب القائم إقليميًا مع إيران، وما سُمي “محور المقاومة”. وقد ازداد هذا التحوّل في ولاية ترمب الأولى، إذ حوّله إلى برنامج سياسي، وكان هناك من شجّعه على ذلك.
وأشار إلى أن بعض الناس، ومن ضمنهم النخب، يتخذون مواقفهم استنادًا إلى موقف النظام السياسي. فعلى سبيل المثال، الرأي العام في مصر والأردن والمغرب معارض جدًا للتطبيع، لأنه يُنظر إليه كجزء من المعارضة للنظام الذي أبرمه. أما في سوريا، فالوضع على العكس؛ إذ إن النظام يرفع شعارات ضد التطبيع، رغم ممارسته لعكسها، ما جعل الناس يتبنون خطابًا مناقضًا، وسهّل تسويق الموقف المؤيد للتطبيع في مجتمع يعادي النظام أصلاً.
وقال إن هناك مهمة أساسية، وخصوصًا في سوريا، وإلى حدّ بعيد في العراق، لشرح أنّ مسألة الصراع مع إسرائيل لا ترتبط بحزب البعث. فالبعث وصل إلى الحكم في الستينيات، في حين تعود قضية فلسطين إلى عام 1948. وأضاف أن البعث في مراحله الأولى كان تيارًا قوميًا حقيقيًا، قبل أن تستولي عليه النخب العسكرية.
وشدّد بشارة على ضرورة التمييز بين الدولة والنظام، موضحاً أن سقوط النظام أو إسقاطه لا يعني التخلي عن كل ما تمثله الدولة. وقال: “الدول لا تُفكك وتُحلّ بهذه البساطة، فهي ليست لعبة أطفال يمكن إعادة تركيبها”. وأشار إلى ما حدث في العراق، حين فُكّكت الأمة الوطنية إلى طوائف بعد اجتثاث الجيش عام 2003، وهو ما لم يتعافَ منه العراق بعد، محذرًا من تكرار السيناريو ذاته في سوريا.
وأكد أهمية فكرة “وحدة الأمة”، أي وحدة مجموع المواطنين، محذراً من أن تفكيكها إلى طوائف سيؤدي إلى دخول الطائفية في عملية إعادة إنتاج نفسها، تمامًا كما حصل في العراق. ولفت في هذا السياق إلى اتفاق الطائف في لبنان، الذي أقرّ مبدأ إلغاء الطائفية، لكنه في الواقع رسّخها.
وقال: “إذا كانت الدولة تتعامل مع الناس بشكل طائفي، وتُصنّفهم على هذا الأساس، فإنها تبني في أحسن الأحوال تعايشًا بين الطوائف، بدلًا من بناء أمة من المواطنين”. وأضاف أنّ هذا الأمر يتسرّب إلى كل مؤسسات الدولة، فيؤدي إلى غياب معيار الكفاءة، وغياب تطبيق القانون كما يجب. وختم: “الدولة هي التي تبني المجتمع، وليس العكس”.

لبنان وسوريا وإسرائيل
وفي الختام، تطرّق بشارة سريعاً إلى التطورات الأخيرة في لبنان، حيث قلّل من أهمية تصريحات المبعوث الأميركي توم براك، وخصوصاً تلك التي تحدّث فيها عن “إلحاق لبنان بسوريا”، مشيراً إلى أن براك يكثر من التصريحات العلنية، رغم أنّ هذه ليست من صميم وظيفته. وشدّد على أنّ الأهم يبقى ما يُناقش في الاجتماعات الرسمية مع الرؤساء.
وقال: “في كلامه تهديد مبطن بلا شك، لكن لا يجب أن يُؤخذ كل ما يقوله بجدية”، معربًا عن استغرابه من التكرار المستمر في خطاب المسؤولين الأميركيين عن وجود اندفاع سوري، ودعوتهم اللبنانيين إلى الاقتداء بالنظام الحالي في سوريا، متسائلًا: “هل نُزِع السلاح في سوريا؟”.
واستبعد بشارة أن يوقّع النظام السوري الحالي اتفاق سلام أو تطبيع مع إسرائيل، أو أن يتخلّى عن الجولان، رغم شعوره بأنه لا يتعامل مع إسرائيل كعدو أو خصم. وأوضح أنه، على سبيل المثال، لم يُذكر قصف السويداء في البيانات الرسمية السورية.
وختم بالدعوة إلى ضرورة الوعي لمواجهة المخططات الإسرائيلية، مشيرًا إلى أنّ حديث المبعوث الإسرائيلي عن إعادة لبنان إلى “بلاد الشام”، تزامن مع شائعات إسرائيلية المصدر، حول “تنازل سوريا عن الجولان مقابل الحصول على طرابلس كبديل”، متسائلًا بسخرية: “وكأنّ الأمر بيد إسرائيل أصلاً”.

(المدن)

كاتب

  • دمشق

    View all posts
مشاركة على فيسبوكمشاركة على تويترمشاركة على لينكد انمشاركة على الواتس ابمشاركة على التيليجرامامسح كود QR

Related Posts

جنبلاط: كنت أول من ذهب إلى دمشق بعد سقوط الأسد، لأقول إن سوريا ستبقى موحدة
أخبار

جنبلاط: كنت أول من ذهب إلى دمشق بعد سقوط الأسد، لأقول إن سوريا ستبقى موحدة

يوليو 15, 2025
الداخلية السورية: التصعيد يأتي في ظل غياب مؤسسات الدولة في السويداء
أخبار

الداخلية السورية: التصعيد يأتي في ظل غياب مؤسسات الدولة في السويداء

يوليو 15, 2025
طرح مشروع لإلغاء عقوبات “قيصر” عن سوريا ضمن موازنة الدفاع الأمريكية
أخبار

طرح مشروع لإلغاء عقوبات “قيصر” عن سوريا ضمن موازنة الدفاع الأمريكية

يوليو 10, 2025
المغرب يعلن رسمياً إعادة فتح سفارته في دمشق
أخبار

المغرب يعلن رسمياً إعادة فتح سفارته في دمشق

يوليو 10, 2025
مباحثات سورية – قطرية لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين
أخبار

مباحثات سورية – قطرية لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين

يوليو 10, 2025
Load More
Next Post
الداخلية السورية: التصعيد يأتي في ظل غياب مؤسسات الدولة في السويداء

الداخلية السورية: التصعيد يأتي في ظل غياب مؤسسات الدولة في السويداء

مؤسسة دمشق للثقافة والدراسات والتنمية Dimasheq

صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي

© 2023 جميع الحقوق محفوظة - دمشق
Steuernummer 309/5851/2117

Donate

Dimasheq Organization for Studies, Culture and Development
A non-profit cultural organization registered in the German Register of Associations
under registration: VR 2276
Tax number 309/5851/2117

  • en English
  • de Deutsch
  • ar العربية
  • الرئيسية
  • من نحن
  • فريق المنظمة
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • مشاريع
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مكتبة دمشق
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة - دمشق
Steuernummer 309/5851/2117