• en English
  • de Deutsch
  • ar العربية
الأحد, يوليو 13, 2025
  • من نحن
  • فريق المنظمة
  • سياسة الخصوصية
  • التواصل
No Result
View All Result

Dimasheq

Dimasheq Organization for Studies, Culture and Development
A non-profit cultural organization
registered in the German Register of Associations
under registration: VR 2276
Tax number 309/5851/2117

  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مشاريع
  • مكتبة دمشق
Donate
  • الصفحة الرئيسية
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مشاريع
  • مكتبة دمشق
No Result
View All Result
Donate
  • العربية
إبراهيم الجبين: لا كردستان في سورية ولا عربستان

إبراهيم الجبين: لا كردستان في سورية ولا عربستان

لا كردستان في سورية ولا عربستان

يونيو 12, 2025
in أخبار, سلايد
دمشقbyدمشق
مشاركة على فيسبوكمشاركة على تويترمشاركة على لينكد انمشاركة على الواتس ابمشاركة على التيليجرامامسح كود QR

إبراهيم الجبين

كثيراً ما لفت نظري إقدام الباحثين والطلاب في تاريخ العلوم على الزج بأنفسهم في تجارب مخبرية، للبرهنة على نظرية يريدون إثباتها، فلا يتردّدون بجعل أجسادهم حقلاً لاختبار تلك النظرية، وقد تنجح تلك التجارب أو تخفق، لكنها في نهاية المطاف بحثٌ صادق عن الحقيقة. 

هكذا كانت الحال، بالنسبة إليّ، مع المسألة الكردية في سورية، التي نشأت على وعيها بحكم البيئة الاجتماعية والثقافية التي ولدت ونشأت فيها، حيث كان الكردي تفصيلاً طبيعياً من تفاصيل المشهد، واللغة الكردية متجاورة مع العربية، والأزياء والعادات والتقاليد والأغاني والمصاهرة والصداقات، فلم أشعر للحظة أن الكردي هو “آخر” بالنسبة إليّ أنا “العربي”. ومن هنا درجتُ على الدفاعع عن حق الكردي في التفكير والتنفّس في سورية، مثله مثل غيره، حقّه في التعبير عن هويته الثقافية وأحلامه ورؤاه، سواء كان مبدعاً مثقفاً أو إنساناً عادياً من سواد الناس. ولم يدفعني ذاك الشعور إلى الكتابة أو إبداء الرأي في المسألة الكردية من خارجها، بحساسية، كما هو حال كثير من المثقفين العرب السوريين الذين يجدون ضرورة لحسابات مسبقة قبل الإقدام على تقديم آرائهم في ذلك.

وأتاحت لي حرية التفكير والحوار استقلاليتي السياسية، وعدم انخراطي في أي إيديولوجيا أو حركة حزبية، بسبب نشأتي خارج سورية، فلم يفرض علي ما فرض على غيري من الانتساب إلى بعث أو غيره.

في سنوات طويلة خلت، قبل اندلاع الثورة السورية عام 2011، كان السياسيون الكرد يصفونني بـ “صديق الشعب الكردي”، ولطالما وجّهت لي التحيات على مواقفي من داخل دمشق التي ناصرت بها الكرد وطالبت برفع الضيم عنهم، ليس كرد سورية وحسب، بل كل أكراد العالم، وعلى هذا كنت أول من أعاد ذكر الشاعر والروائي سليم بركات في مقالات خاصة نشرتها في الصحافة السورية منذ بداية التسعينيات حين كان الكتاب السوريون، عرباً وكرداً يخشون مجرّد ذكر اسمه، وتم التحقيق معي مراراً من أجل ذلك، في الأمن السياسي التابع لمخابرات الأسد. 

صوت شيفان المطرب الكردي الملتزم الذي أعدّه أيقونة لنضال الشعوب، والذي كسّر متعصبو حزب العمال الكردستاني آلة البزق على رأسه، كان لا ينقطع من يومياتي، إلى جانب قصائد الملا أحمد الجزيري، مع ألحان الموسيقار الراحل الكردي رشيد الصوفي، والشعراء الكرد الشباب الذين جمعتني بهم صداقات وثيقة على مرّ الزمن.

وخلال سني الجامعة في دمشق، كان بيتي لا يخلو من كردي، صديق مقيم، أو ضيف عابر، أو لاجئ متوارٍ عن الأنظار هارب من بطش نظام الأسد، ولم أتردّد لحظة في فتح منزلي لمن تعرضوا لظلم حزب العمال الكردستاني PKK حين كان حليفاً مع مخابرات الأسد ضد الكرد السوريين، وكتبت هذا في مقالاتي وكتبي وأنا في سورية ولم أخش قوله ولا التفصيل فيه لفضح جريمة التواطؤ على الكرد التي كان أوجلان ينفّذها خدمة للأسد   الأب في صراعه مع تركيا.

وحين كان المعارضون السوريون، عرباً وكرداً، يخشون الجهر بمواقفهم المؤيدة للحقوق الكردية كنتُ في مناسبات حساسة وساخنة، مثل مؤتمر حزب البعث أظهر على شاشات التلفزيونات الكردية وأنتقد البعث والبعثيين وأدافع عن حرية كل السوريين وفي مقدمتهم كرد سورية.

وبعد العام 2011، كان كل مفصل سياسي أواجهه لا يتم إلا بالتشاور والتنسيق مع النخب السياسية الكردية، في الخلفية وفي العلن، وكثيراً ما كنت أتحدّث باسم الكرد في المؤتمرات كصوت عربي يدرك أهمية إنصافهم ضمن النضال الكبير لإنصاف السوريين كلهم، وكان ممثلو المجلس الوطني الكردي يطلبون مني طرح فكرة ما يرون أنه من المناسب أن أقوم أنا بطرحها.

قدّمت زعماء ومثقفي الكرد في برامجي التلفزيونية، وكنت أول من طلب إلى سياسي كردي التحدث باللغة الكردية على الشاشة (القيادي الراحل والصديق الأستاذ عبد الحميد حاج درويش)، وكذلك الفنان الكردي القدير بشار العيسى الذي كرّمني بلوحة من لوحاته لغلاف روايتي الأولى.

لم يتغيّر موقفي هذا من الاندفاع بوعي ومحبة وجدانية جارفة، مع الاحتفاظ دوماً بحقي في التفكير والنقد لأي ظاهرة سلبية في المشهد الإنساني كله، بما فيه المشهد الكردي، وحين اجتمعنا في مؤتمر القاهرة تحت رعاية الجامعة العربية، رفضت أن يبقى صالح مسلم وممثلي حزب الاتحاد الديمقراطي آنذاك، بعيدين عن بقية المعارضة السورية وكنتُ أوّل من بادر إلى دعوته إلى طاولتي في فندق سمير أميس في القاهرة، حيث كانت قيادات المعارضة السورية تجتمع، وطالبتهم بصوت مرتفع بالحوار معه، وقلت إنه “سوري، وليس لكم الحق بنبذه لمجاملة الحلفاء الأتراك”. وخلال ذلك المؤتمر وبعده كانت لي مشاركة مباشرة مع الوفد الكردي لا ضده.

مع نشوء قسد وانحراف مشروعها من محاربة تتظيم داعش الإرهابي إلى محاربة العرب السوريين سكان المحافظات الثلاث التي تسيطر عليها، ومع ظهور تنسيقها البشع مع نظام الأسد، لم أتردّد بنقدها، ولم أتوقف عن كشف جرائمها وانتهازية من وضعوا أيديهم في يدها، وكان هذا موقفاً منفصلاً تماماً عن دعمي لحقوق الكرد بالمواطنة والمساواة والتعبير الثقافي والسياسي إلى آخره.

وكنت أضيف بنفسي أسماء المثقفين الكرد إلى قوائم المدعوين إلى المؤتمرات الفكرية والثقافية والتشارية السورية، وأقاتل من أجل أن تتم دعوتهم للمشاركة، ليقيني بأن الصورة السورية لا تكتمل من دون الكرد، كما لا تكتمل بغياب غيرهم من أبناء النسيج الحضاري السوري. كما نسّقت معي حكومة إقليم كردستان العراق في أكثر من مناسبة لحل هذه المسألة أو تلك مما كان يعترضنا.

كتبت بنفسي مبادرة لوحدة وطنية أطلقت عليها اسم “مبادرة سورية الاتحادية” وقمت بدعوة نخب سورية وعربية وكردية لصقلها ودعمها، ودعوت إليها الصديق الفيلسوف أحمد برقاوي والصديق الراحل ميشيل كيلو والمفكر اللبناني القدير خطار أبو دياب والشاعر نوري الجراح والفنان موفق قات والروائي القدير الراحل خيري الذهبي والدكتور أسامة قاضي والدكتور ممتاز الشيخ والصديقة مرح البقاعي وفدوى العجيلي والدكتور زكي لبابيدي من الولايات المتحدة مع آخرين كثر من الاتجاهات المختلفة لبّوا الدعوة بنزاهة وبإرادة كريمة للانفتاح على الآخر.

حولنا تلك الحلقة الفكرية – السياسية – الاجتماعية إلى دوائر أخذت تتسع، ثم اتخذت شكلاً تنظيمياً، تكرّم أكثر من 200  ممثل عن القبائل والعشائر العربية بالانضمام إليها، وتحمّلوا الكثير من أجل ترسيخ أفكارها ضمن سورية الواحدة.

طرحنا تلك المبادرة لتكون حلاً خلاقاً وتجربة نظريةً أولاً لدولة واحدة مركزية سياسياً لا مركزية إدارياً قائمة على الجغرافياً، وكنت أول من نافح عن فكرة الأقاليم الجغرافيا التي لا تقوم على عرق أو طائفة أو مذهب، وإنما تستخدم الجغرافيا والمصالح الاقتصادية والثقافية والسكانية كمعادلة رياضية لجمع شمل السوريين. وقد حاربت قسد ومسد وحزب العمال الكردستاني وذيوله تلك المبادرة بشراسة،  وسلّطت عليها رعاع الكرد لتشويهها وإفشالها، بينما شارك المجلس الوطني الكردي  بقياداته وممثلين عنه، وشارك المستقلون بقوة، وفي النهاية تغلّب التعصّب القومي على الجغرافيا الثقافية وخرجت بخلاصة من ذاك المشروع أنه لا يمكن بناء شراكات حديثة على أسس بالية عتيقة لم تعد صالحة لهذا العصر، مثل الروابط العرقية غير المؤكدة والتي قد لا تحقق التوافق الوطني، بل تفجّره وتزعزعه بلا مبرّر. وكانت تلك الخلاصة تنطبق على الكرد والعرب معاً، المسلمين والمسحيين، وبقية ما درج السوريون على تسميته بالمكونات.

في كل منبر صحفي عملت فيه، كنت أقدّم المتحدثين الكرد وأتيح لهم الفرصة لنشر مقالاتهم بحرية كاملة، وحين كان يتم اللجوء إليّ كي أقدّم مقترحات للقنوات الإخبارية  كنت أزودها بأرقام هواتف السياسيين الكرد. 

وكتبت مقالات أقلّها حدّة حمل عنوان “لماذا المسألة الكردية مهمّة للعرب؟” لكي أقول إن معيار الإنصاف لا ينفصل ولا يتجزأ، وأنك ليس بوسعك أن تكون عادلاً إن طالبت بحقوق العرب وهضمت حقوق الكرد، وإن معيار النزاهة القيمية بالنسبة إليّ هو التفاعل مع الحقوق الكردية وحقوق المرأة والطفل وغيرها من الحقوق الإنسانية الأساسية التي لا يمكن التملّص منها.

مع تفاقم جرائم قسد، وفقاً لتقارير منظمة العفو الدولية وأمنستي وحتى وزارة الخارجية الأميركية، ازداد صوتي حدّة في نقد قسد، بينما خفتت الأصوات الكردية المنتقدة لها، ومع حالة الاستعصاء التي دخلتها القضية السورية، قبل إسقاط نظام الأسد، تمادت قسد ومسد في شراء ذمم المثقفين السوريين وتوظيفهم لديها، وكنت لا أتوقف عن نقد هذه الأطراف كلها، وفي ما كان الذباب الإلكتروني والمتعصبون يهاجموننى على مواقف تلك، كانت تصلني الإشادات والاتصالات الداعمة من النخب السياسية والاجتماعية والثقافية الكردية باستمرار. 

وأسهمتُ بجهود شخصية مني كما ذكرت من قبل على الشاشات بإنقاذ قاصرات كرديات تم اختطافهن على أيدي عناصر قسد، ومن بينهن قريبات لقادة سياسيين كرد معروفين، وذلك عبر تواصلي المباشر رفقة فدوى العجيلي مع التحالف الدولي والخارجية الأميركية.

وبعد إسقاط الأسد، طالبت باحترام معاناة ملايين العرب السورين، ومعهم كرد سورية الذين عانوا الأمرّين من هيمنة ميليشيا مسلّحة تلغي الآخر وتجتاح بلاده قادمة من جبال قنديل ومن إيران وتركيا وكردستان العراق. وتفاءلت بالاتفاق الذي وقّعه الرئيس الشرع مع قائد قسد مظلوم عبدي واعتبرته بداية الحل الذي سيرضي السوريين جميعاً كرداً وعرباً.

وفي التاريخ كتبت مثلما كتب الدكتور جمال باروت وقبله العلامة الكردي القدير محمد كردعلي، وعبدالله أوجلان نفسه، أنه لا وجود لأرض كردستانية في سورية، وأن تلك خرافة روجها البعض، تحت اسم “روج آفا”، وهذا ما يقوله التاريخ والوثائق، ولأني لا أؤمن بأن للتراب هوية قومية، لا عربية ولا هندية ولا كردية ولا فرنسية ولا غيرها، فالهوية هي للثقافة وحدها. 

وقلت إن كل مسن كردي في شمال سوري يروي لأهله كيف عبر “من فوق الخط” وانتقل من تركيا إلى سورية، بعد فشل ثورات الكرد فيها، وفي مقدمتها ثورة الشيخ سعيد. وهذه حقيقة تاريخية حديثة لم تحصل من آلاف السنين. وبقيت أطالب بمنح الكرد الجنسية السورية بفعل وجودهم وولادتهم وانتمائهم إلى سورية، لا بفعل خرافات تاريخية ملفقة لا ضرورة لها.

وكتبت ضمن سلسلة مقالات تنشرها جريدة المدن اللبنانية ما نصّه “لقد حذّر محمد كرد علي، وقتها، من أخطار تدفق اللاجئين من تركيا إلى الجزيرة السورية، على أمن سورية، وقال في نص رسالته: “إن جمهرة المهاجرين في الحقيقة هم أكراد نزلوا الحدود، وأقترح إسكانهم في أماكن بعيدة من حدود كردستان، لئلا تحدث من وجودهم في المستقبل القريب أو البعيد مشاكل سياسية، تؤدي إلى اقتطاع الجزيرة أو معظمها من جسم الدولة السورية؛ لأن الأكراد إن عجزوا اليوم عن تأليف دولتهم، فالأيام كفيلة بأن تنيلهم مطالبهم، إذا ظلوا على التناغي بحقهم، والإشادة بقوميتهم”. وأضاف: “إن المهاجرين يتوطنون على ضفاف دجلة والخابور وجغجغ والبليخ والفرات، ويقتطعون من شطوط تلك الأنهار ما يروقهم من المساحات، ولا يبعُد أن يجيء يوم تُتَمَلّك فيه تلك الشواطئ، مع أن أكثرها ملكٌ للدولة”. وقبل قدوم هؤلاء بقرون، عاش في سورية عدد كبير من الأكراد في المدن المركزية الكبرى كدمشق وحلب وحمص وغيرها، وأسسوا أحياء ومناطق عرفت بهم، وكانوا جزءاً طبيعياً من الخريطة الاجتماعية التي تداخلت فيها العادات والتقاليد واللغات والأسماء والمهن. وقد أشار الباحث والرحالة والخبير الزراعي السوري، أحمد وصفي زكريا، إلى أن كثيرًا من “أكراد بلاد الترك صار يتهافت نحو المنطقة العربية في الجزيرة، ويتسابق إلى إحياء القرى وإنشاء المزارع”. وأضاف زكريا في كتابه “عشائر الشام” الصادر في العام 1947 عن مطبعة الهلال بدمشق: “في حين أن مجيء الأكراد إلى بلاد الشام المتوسطة قديم، وربما كان أول من أتى بهم هو عامل حمص شبل الدولة نصر بن مرداس سنة 434 هجري، وأسكنهم في حصن الصفح ليحفظوه ويصونوا الطريق بين حمص وطرابلس فسمي الحصن منذ ذلك الحين: حصن الأكراد، وهو في قضاء تلكلخ من أعمال محافظة اللاذقية، وقد بقوا فيه نحو قرن ونيف إلى أن جاء الصليبيون، واستخلصوه منهم سنة 530 هجري فتشتتوا. ثم كثر توافد الأكراد في عهد الدولتين النورية والصلاحية لخوض غمار الحروب الصليبية والإبلاء فيها كما قدمنا، ولعل كل من أدى واجبه في الجهاد من هؤلاء كان يعود أدراجه، والذين بقوا منهم استعربوا وذابوا في البيئة الشامية، ولم يحتفظ بصلته بماضيه الكردي إلا الذين وفدوا في العصور الأخيرة”.

وقبل هذا التاريخ وبعده كانت تصلني تهديدات عنيفة من متعصبين أكراد، كنت أتجاهلها وأعتبر أنها نابعة من الحماس المتسرّع، لأنه بعضها يحمل أسماء أصحابه الصريحة وهم أكراد يعيشون في أوروبا وتسهل محاسبتهم على ذلك، لكنهم لم يفكروا لحظة قبل الإقدام على التهديد بالقتل والأذى الجسدي، ناهيك عن الأذى المعنوي بالشتم والقدح والذم والنيل من الأعراض.

لكن الأمر لم يعد محصوراً بهؤلاء المتحمّسين من العنصريين الكرد، بل تعداه إلى من يعتبرون أنفسهم نخباً ثقافية وأدبية، فأخذوا يكتبون المقالات التي تحرّض على العنف ضدي، ولا تتورّع عن الدعوة إلى الانفصال عن سورية بصريح العبارة في تماهٍ تام مع خطاب الجهة الوحيدة التي التزمت بانتقادها طيلة الوقت “قسد ومسد” ومن خلفهما PKK، فتم تنبيهي من جانب عديد من الأصدقاء الحقوقيين إلى خطورة مثل هذه التهديدات عليّ وعلى أسرتي، وضرورة تبليغ السلطات الألمانية، ما دفعني للكشف عن بعضها وعرض نماذج منها والتحفّظ على كثير يتضمن شتائم فاحشة تمس الآخرين.

وقلت وأكرّر مجدداً، إن المستقبل لا يمكن أن يقوم على الكذب، وإن الحالة الميليشيوية التي انتقلت عدواها إلى بعض المثقفين جعلتهم يتخذون من نموذج بغال التهريب التي كانت تعبر الحدود التركية السورية، خلسة، إلى الجزيرة السورية لنقل الشاي والتبغ، قدوة له في تهريب الحقائق والخرائط وتصديقها بعد ذلك. فهل في حديثي هذا شتم وتعميم على جميع الكرد؟

وتحت تهديد جهات عديدة، وحملات قمعية ضد كل رأي طرحته منذ يوم 8 من ديسمبر/كانون الثاني 2024 بادرت رابطة الكتاب السوريين مشكورة إلى إصدار بيان يتضامن مع حقي في التعبير، شأني شأن أي كاتب آخر، وهو حقٌ لا يمكن التغاضي عن محاولة قمعه وتكميم فم من يريد التمسك به. وأكرمني من بعدها عدد كبير من السوريين والسوريات بالتضامن مع هذا الحق، ليكون الموقف ضد أي جهة تشبّح على السوريين، سواء كانت مؤيدة لسلطة أو ميليشيا أو طائفة أو فلول. وقد سبق وأن شُنّت علي حملات لم تؤثر على ثباتي عند قناعاتي المبدئية، تعاقب في شنّها متطرفون إسلاميون سنّة وعرب ومتطرّفون دروز مناصرون للهجري بعد نقدي لتصريحاته، وقبلهم وبعدهم طائفيون علويون ويساريون وفاسدون ولم يقتصر الأمر على العنصريين الكرد وحدهم. والمثير للسخرية أن هؤلاء العنصريون الكرد اليوم، كانوا بعثيين رسمياً مثل حالة أحدهم وأظن اسمه حليم يوسف والذي  انتقل من البعث لكي يصبح موظفاً لدى قناة روج و Pkk قبل طرده منها، وهو الذي كان شقيقه مديراً للمركز الثقافي في عامودا ومسؤولاً بارزاً في الحزب قبل سنوات قليلة فقط. وهو ذاته الذي شتم المثقفين الكرد ذات يوم ووصفهم بالعبيد والديدان لأنهم وضعوا أيديهم بأيدي العرب، على حد وصفه، وكما فضحوه هم لاحقاً على كل حال.

لا نعرف من الذي انتفع من البعث؟ الكرد الذين منحهم الدكتاتور البعثي صدام حسين حكماً ذاتياً في شمال العراق، ودعم الدكتاتور البعثي الآخر حافظ الأسد حزبهم المتطرف Pkk وسلحه، وسلّّمهم الدكتاتور البعثي الثالث بشار الأسد المحافظات الثلاث الرقة ودير الزور والحسكة بنفطها وغازها، أم نحن العرب الذين قمعنا البعث وزجّنا في السجون وهجّرنا ودمّر بيوتنا ومدننا وقرانا وضربنا بالكيماوي؟

إن بعض من يسمون أنفسهم بنخب كردية يقدّمون درساً للسوريين بعنوان “كيف تجعل قضيتك تخسر صديقاً مؤمناً بها؟” ويمارسون التكفير العنصري ضد الآخر. الغريب أنهم لم يكفّروا سليم بركات حين كتب في “القدس العربي” مقاله”سوريا وأكرادُها” والذي كتب فيه بصريح العبارة ينتقد ما سماها “عشيرة أوجلان ـ فرع البعث الجديد” وأيضاً “مهزلة فرع بعث أوجلان الكردستاني أنهُ أقل من بيدق في لعبة الصنم البعثي على شطرنجه مع تركيا”. فهل كان بركات عدواً للكرد حين كتب ما كتبه؟

وفي هذا المسار الذي ذكرت تفاصيل قليلة منه، لا كله بالطبع، لا أعرف متى كنتُ عدواً للكرد أو محرّضاً على كراهيتهم؟. وكما لا أومن بكردستان في سورية، لا أؤمن بعربستان فيها ولا بأي قومستان أخرى، ولا ذنب لي إن كان هؤلاء اليوم لا يفهمون اللغة العربية، مع الأسف، بعد أن كان آباؤهم وأجدادهم من معلّميها وعلمائها حين أدركوا أن العربية هوية ثقافية جامعة لا رابطة عرقية ضيّّقة.

لكن.. ومع ذلك كله.. لن يقنعني هؤلاء المتعصبون العنصريون، بالتخلي عن إيماني بواجب دعم المظلومين من كل الشعوب بمن فيهم الكرد.

كاتب

  • دمشق

    View all posts
مشاركة على فيسبوكمشاركة على تويترمشاركة على لينكد انمشاركة على الواتس ابمشاركة على التيليجرامامسح كود QR

Related Posts

طرح مشروع لإلغاء عقوبات “قيصر” عن سوريا ضمن موازنة الدفاع الأمريكية
أخبار

طرح مشروع لإلغاء عقوبات “قيصر” عن سوريا ضمن موازنة الدفاع الأمريكية

يوليو 10, 2025
المغرب يعلن رسمياً إعادة فتح سفارته في دمشق
أخبار

المغرب يعلن رسمياً إعادة فتح سفارته في دمشق

يوليو 10, 2025
مباحثات سورية – قطرية لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين
أخبار

مباحثات سورية – قطرية لتعزيز التعاون الأمني بين البلدين

يوليو 10, 2025
ترامب ونتنياهو يبحثان التطبيع ورفع العقوبات والاستقرار في سوريا
أخبار

ترامب ونتنياهو يبحثان التطبيع ورفع العقوبات والاستقرار في سوريا

يوليو 8, 2025
البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد سوريا 1% في 2025  وسط أزمة سيولة ونقص بالعملة
أخبار

البنك الدولي يتوقع نمو اقتصاد سوريا 1% في 2025 وسط أزمة سيولة ونقص بالعملة

يوليو 8, 2025
Load More
Next Post
الحوثيون: استهدفنا إسرائيل بصواريخ باليستية

الحوثيون: استهدفنا إسرائيل بصواريخ باليستية

مؤسسة دمشق للثقافة والدراسات والتنمية Dimasheq

صفحاتنا على وسائل التواصل الاجتماعي

© 2023 جميع الحقوق محفوظة - دمشق
Steuernummer 309/5851/2117

Donate

Dimasheq Organization for Studies, Culture and Development
A non-profit cultural organization registered in the German Register of Associations
under registration: VR 2276
Tax number 309/5851/2117

  • en English
  • de Deutsch
  • ar العربية
  • الرئيسية
  • من نحن
  • فريق المنظمة
  • أخبار
  • أدب
  • حوار
  • شهادات
  • فكر
  • فنون
  • كتب
  • مشاريع
  • يوميات
  • أعداد المجلة الورقية
  • مكتبة دمشق
  • سياسة الخصوصية
  • تواصل معنا

© 2023 جميع الحقوق محفوظة - دمشق
Steuernummer 309/5851/2117